بسمالله الرحمن الرحيم
البر جل جلاله
* بقلم / خالد بن محمد السليم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أكرم خلقه أجمعين وبعد:
فالَبرُّ اسم فاعل للموصوفبالبر ، والبِرُّ هو الإحسان فهو الذي لا يزال عباده يتذوقون في كل لحظة من لحظاتحياتهم ألوانا من بره بهم وإحسانه إليهم , فيتقلبون في نعمه ويأكلون من رزقه ,ويرون أفاضله في أبدانهم وأهليهم وأموالهم فهذا لون من بره بعباده .
ولون آخر تولى ببره ورحمتهأناسا من عليهم مع لك بنعم أخرى ما أعطاها لكثير من خلقه فحبب إليهم الإيمان وزينهفي قلوبهم ،وتولاهم بولايته وأحاطهم بعنايته فشرح صدورهم لطاعته وأوزعهم شكر نعمتهفأصبحوا شاكرين وأمسوا مشفقين من عذاب ربهم إلى أن بعثهم ربهم فرأوا بأعينهم جهنمالتي أقسم الرب أن الخلق كلهم ليردونها أجمعين والتي لم تغب عن أذهانهم طيلةحياتهم ولم تفتر ألسنتهم يسألون ربهم أن يصرف عنهم عذابها فهاهم اليوم يمرون فوقهاولا يزالون مشفقين من عذابها ويزداد خوفهم من عذابها حين أبصروا بأعين رؤوسهم إلىمن تخطفهم النار بكلاليبها فيكردسون في النار فينجيهم منها بمفازتهم لا يمسهمالسوء ولا هم يحزنون برا بهم ولطفا ورحمة فتنطق ألسنتهم مثنية على ربها{فمنالله علينا ووقانا عذاب السموم} وما منّ عليهم هناك إلا لما منّ عليهم هنا فيالدنيا بمباعدتهم عما يوجب دخلوها .
بل بلغ بر الرب بأوليائه فيالدنيا أن لو أقسم عليه أحدهم للبى له طلبه وما حنثه في يمينه فهذا أنسبن النضر رضي الله عنه علم أَنَّ الرُّبَيِّعَ وَهِيَ أخته كَسَرَتْثَنِيَّةَ جَارِيَةٍ فَطَلَبُوا إليهم الْأَرْشَ [1] وَطَلَبُوا الْعَفْوَفَأَبَوْا فَأَتَوْا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَمَرَهُمْبِالْقِصَاصِ فَقَالَ أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ أَتُكْسَرُ ثَنِيَّةُ الرُّبَيِّعِيَا رَسُولَ اللَّهِ ؟! لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا تُكْسَرُثَنِيَّتُهَا فَقَالَ يَا أَنَسُ كِتَابُ اللَّهِ الْقِصَاصُ فَرَضِيَ الْقَوْمُوَعَفَوْا فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِمَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ وفي لفظ (فَرَضِيَالْقَوْمُ وَقَبِلُوا الْأَرْشَ ) [متفق عليه]
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّرَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( رُبَّ أَشْعَثَ مَدْفُوعٍبِالْأَبْوَابِ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ ) [رواه مسلم] .
كما أن البر عز وجل هو الصادقفي وعده الذي يتجاوز عن عبده وينصره ويحميه ، ويقبل القليل منه وينميه.
الآثـــار
منها : أن المؤمن مع مايرى من منة البر سبحانه عليه وكثرة فضائله لديه إلا أن ذلك لا يؤمنه من عذابه ,ولا يقطع عليه الوعد أنه من الناجين من النار بل يشفق أن يكون من أهلها. فذلكالإشفاق كان سببا في عتقهم من النار فالله أخبر عن ناجتهم منها ولم يذكر منأعمالهم إلا الخوف والدعاء { وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْعَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (25) قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَامُشْفِقِينَ (26) فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ (27)إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ (28) } [الطور ]
{ وَالَّذِينَ هُمْ مِنْعَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ(28)} [المعارج ]
ومنها : الدعاء بهذا الاسم كمافي قول الله تعالى (إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُنَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ{[الطور:28] . روىابن أبي شيبة عن عائشة رضي الله عنها : ( أنها مرت بهذه الآية (فَمَنَّاللهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ )[الطور:27]فقالت: اللهم من علينا وقنا عذاب السموم إنك أنت البر الرحيم فقيل للأعمش : فيالصلاة ؟ فقال : في الصلاة ).
ومنها : أن الله كما أنه تسمىبالبر فهو الذي يأمر بالبر ويحب البررة .
فيعرض العبد أحواله على خصالالبر ويقيم قلبه على مواقعها قال تعالى : (لَيْسَالْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّالْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِوَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَىوَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَالصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواوَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَالذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)[البقرة:177]
ومن أعظم البر الذي حثالله عليه عبيده , و أحب العمل إليه بعد الصلاة وأعظم الصالحات وسيلةعنده بر العبد بوالديه ومن أراد بر ربه به فليقم علاقته مع والديه على ما يرضي ربهعنه فرضاه في رضاهما وسخطه في سخطهما , وليلزم رجل أمه فالجنة هناك ولن يشرف العبدإلا إذا خفض لهما جناح الذل وهكذا كان أنبياؤه وأصفياؤه من خلقه قال تعالى عن يحيىعليه السلام: (وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ وَلَمْيَكُنْ جَبَّاراً عَصِيّاً)[مريم:14] .
كما ويسعى جاهدا أن تكونأعماله كلها مبرورة فهذا الذي يزكي له عمله ويضاعف له أجره فالحج المبرور ليسله جزاء إلا الجنة , ومن أراد أن يحوز على البر كله فليحسن معاملته للآخرين فروى مسلممن حديث النواس رضي الله عنه أنه قال : ( سألت رسول اللهِ صلى الله عليهوسلم عن البر والإثم ، فقال : الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ وَالإِثْمُ مَاحَاكَ فِي صَدْرِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ ) ،
ولن يبلغ العبد ذلك إلا إذاتضرع إلى ربه أن ينيله الله البر ويرزقه إياه وهذا كان من أدعية النبي صلىالله عليه وسلم في سفره أنه كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبر ثلاثاثم قال : ( سُبْحَانَ الذي سَخَّرَ لَنَا هَذَاوَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ ،اللهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ في سَفَرِنَا هَذَا الْبِرَّ وَالتَّقْوَى وَمِنَالْعَمَلِ مَا تَرْضَى ...) [رواه مسلم]
ومنها : أن معرفة الله بهذاالاسم تؤدي إلى الاشتياق إلى ما وعد الله به الأبرار من عباده بأصناف النعيم ،قالالبر تعالى: {إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ(22) عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ (23) تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَالنَّعِيمِ (24)}
{لَكِنْ الَّذِينَ اتَّقَوْارَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَانُزُلاً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلأَبْرَارِ (198)}
ومنها:أن من عرف الله بهذاالاسم يرى جميل بره وكريم إحسانه به وهولا يزال مقيما على معاصيهمعرضا عنه قاده ذلك إلى الحياء منه والرجوع إليه.وقطع الطمع من الخلق وعلق رجاءهبه وحده فلا يتوجه بمسائله إلا إليه .وكان ذلك سببا في طرد همومه وغمومه .لأنهيعلم أنه هو الذي يتولاه بولايته.
*/ عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم . قسم السنة
6/7/1428
--------------------------------------------------------------------------------------------------------
[1] أي طلب أهل الربيع منالمجني عليه أن يتنازل إلى الدية أو أن يعفو مجانا
البر جل جلاله
* بقلم / خالد بن محمد السليم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أكرم خلقه أجمعين وبعد:
فالَبرُّ اسم فاعل للموصوفبالبر ، والبِرُّ هو الإحسان فهو الذي لا يزال عباده يتذوقون في كل لحظة من لحظاتحياتهم ألوانا من بره بهم وإحسانه إليهم , فيتقلبون في نعمه ويأكلون من رزقه ,ويرون أفاضله في أبدانهم وأهليهم وأموالهم فهذا لون من بره بعباده .
ولون آخر تولى ببره ورحمتهأناسا من عليهم مع لك بنعم أخرى ما أعطاها لكثير من خلقه فحبب إليهم الإيمان وزينهفي قلوبهم ،وتولاهم بولايته وأحاطهم بعنايته فشرح صدورهم لطاعته وأوزعهم شكر نعمتهفأصبحوا شاكرين وأمسوا مشفقين من عذاب ربهم إلى أن بعثهم ربهم فرأوا بأعينهم جهنمالتي أقسم الرب أن الخلق كلهم ليردونها أجمعين والتي لم تغب عن أذهانهم طيلةحياتهم ولم تفتر ألسنتهم يسألون ربهم أن يصرف عنهم عذابها فهاهم اليوم يمرون فوقهاولا يزالون مشفقين من عذابها ويزداد خوفهم من عذابها حين أبصروا بأعين رؤوسهم إلىمن تخطفهم النار بكلاليبها فيكردسون في النار فينجيهم منها بمفازتهم لا يمسهمالسوء ولا هم يحزنون برا بهم ولطفا ورحمة فتنطق ألسنتهم مثنية على ربها{فمنالله علينا ووقانا عذاب السموم} وما منّ عليهم هناك إلا لما منّ عليهم هنا فيالدنيا بمباعدتهم عما يوجب دخلوها .
بل بلغ بر الرب بأوليائه فيالدنيا أن لو أقسم عليه أحدهم للبى له طلبه وما حنثه في يمينه فهذا أنسبن النضر رضي الله عنه علم أَنَّ الرُّبَيِّعَ وَهِيَ أخته كَسَرَتْثَنِيَّةَ جَارِيَةٍ فَطَلَبُوا إليهم الْأَرْشَ [1] وَطَلَبُوا الْعَفْوَفَأَبَوْا فَأَتَوْا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَمَرَهُمْبِالْقِصَاصِ فَقَالَ أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ أَتُكْسَرُ ثَنِيَّةُ الرُّبَيِّعِيَا رَسُولَ اللَّهِ ؟! لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا تُكْسَرُثَنِيَّتُهَا فَقَالَ يَا أَنَسُ كِتَابُ اللَّهِ الْقِصَاصُ فَرَضِيَ الْقَوْمُوَعَفَوْا فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِمَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ وفي لفظ (فَرَضِيَالْقَوْمُ وَقَبِلُوا الْأَرْشَ ) [متفق عليه]
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّرَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( رُبَّ أَشْعَثَ مَدْفُوعٍبِالْأَبْوَابِ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ ) [رواه مسلم] .
كما أن البر عز وجل هو الصادقفي وعده الذي يتجاوز عن عبده وينصره ويحميه ، ويقبل القليل منه وينميه.
الآثـــار
منها : أن المؤمن مع مايرى من منة البر سبحانه عليه وكثرة فضائله لديه إلا أن ذلك لا يؤمنه من عذابه ,ولا يقطع عليه الوعد أنه من الناجين من النار بل يشفق أن يكون من أهلها. فذلكالإشفاق كان سببا في عتقهم من النار فالله أخبر عن ناجتهم منها ولم يذكر منأعمالهم إلا الخوف والدعاء { وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْعَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (25) قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَامُشْفِقِينَ (26) فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ (27)إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ (28) } [الطور ]
{ وَالَّذِينَ هُمْ مِنْعَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ(28)} [المعارج ]
ومنها : الدعاء بهذا الاسم كمافي قول الله تعالى (إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُنَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ{[الطور:28] . روىابن أبي شيبة عن عائشة رضي الله عنها : ( أنها مرت بهذه الآية (فَمَنَّاللهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ )[الطور:27]فقالت: اللهم من علينا وقنا عذاب السموم إنك أنت البر الرحيم فقيل للأعمش : فيالصلاة ؟ فقال : في الصلاة ).
ومنها : أن الله كما أنه تسمىبالبر فهو الذي يأمر بالبر ويحب البررة .
فيعرض العبد أحواله على خصالالبر ويقيم قلبه على مواقعها قال تعالى : (لَيْسَالْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّالْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِوَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَىوَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَالصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواوَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَالذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)[البقرة:177]
ومن أعظم البر الذي حثالله عليه عبيده , و أحب العمل إليه بعد الصلاة وأعظم الصالحات وسيلةعنده بر العبد بوالديه ومن أراد بر ربه به فليقم علاقته مع والديه على ما يرضي ربهعنه فرضاه في رضاهما وسخطه في سخطهما , وليلزم رجل أمه فالجنة هناك ولن يشرف العبدإلا إذا خفض لهما جناح الذل وهكذا كان أنبياؤه وأصفياؤه من خلقه قال تعالى عن يحيىعليه السلام: (وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ وَلَمْيَكُنْ جَبَّاراً عَصِيّاً)[مريم:14] .
كما ويسعى جاهدا أن تكونأعماله كلها مبرورة فهذا الذي يزكي له عمله ويضاعف له أجره فالحج المبرور ليسله جزاء إلا الجنة , ومن أراد أن يحوز على البر كله فليحسن معاملته للآخرين فروى مسلممن حديث النواس رضي الله عنه أنه قال : ( سألت رسول اللهِ صلى الله عليهوسلم عن البر والإثم ، فقال : الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ وَالإِثْمُ مَاحَاكَ فِي صَدْرِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ ) ،
ولن يبلغ العبد ذلك إلا إذاتضرع إلى ربه أن ينيله الله البر ويرزقه إياه وهذا كان من أدعية النبي صلىالله عليه وسلم في سفره أنه كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبر ثلاثاثم قال : ( سُبْحَانَ الذي سَخَّرَ لَنَا هَذَاوَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ ،اللهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ في سَفَرِنَا هَذَا الْبِرَّ وَالتَّقْوَى وَمِنَالْعَمَلِ مَا تَرْضَى ...) [رواه مسلم]
ومنها : أن معرفة الله بهذاالاسم تؤدي إلى الاشتياق إلى ما وعد الله به الأبرار من عباده بأصناف النعيم ،قالالبر تعالى: {إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ(22) عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ (23) تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَالنَّعِيمِ (24)}
{لَكِنْ الَّذِينَ اتَّقَوْارَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَانُزُلاً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلأَبْرَارِ (198)}
ومنها:أن من عرف الله بهذاالاسم يرى جميل بره وكريم إحسانه به وهولا يزال مقيما على معاصيهمعرضا عنه قاده ذلك إلى الحياء منه والرجوع إليه.وقطع الطمع من الخلق وعلق رجاءهبه وحده فلا يتوجه بمسائله إلا إليه .وكان ذلك سببا في طرد همومه وغمومه .لأنهيعلم أنه هو الذي يتولاه بولايته.
*/ عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم . قسم السنة
6/7/1428
--------------------------------------------------------------------------------------------------------
[1] أي طلب أهل الربيع منالمجني عليه أن يتنازل إلى الدية أو أن يعفو مجانا
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 17:01 من طرف Admin
» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:48 من طرف Admin
» رسام وشوم في اليابان يزلزل العالم ويعلن إسلامه بعد أن اكتشف سرا خطيرا في ورقة صغيرة
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:47 من طرف Admin
» من الالحاد الى الاسلام
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:45 من طرف Admin
» غرداية
الإثنين 1 نوفمبر 2021 - 14:36 من طرف Admin
» مشاهير دخلوا الاسلام حديثا 13 من مشاهير العالم اعتنقوا الإسلام عام 2020
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 19:09 من طرف Admin
» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 18:52 من طرف Admin
» الطريقة الصحيحة للمراجعة لشهادة التعليم المتوسط || الطريق إلى معدل 18 BEM DZ
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:51 من طرف Admin
» طرق المذاكرة للاطفال
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:48 من طرف Admin
» طرق المذاكرة الصحيحة مع الأبناء - 6 طرق ذكية للمذاكرة الصحيحة مع الأطفال
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:45 من طرف Admin
» فيديو نادر: الجزائر قبل 90 سنة
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:34 من طرف Admin
» حقائق حول مقتل محمد شعباني أصغر عقيد في الجزائر-30 يوم تحقيق
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:32 من طرف Admin
» المؤرخ محمد لمين بلغيث يكشف أمور خطيرة عن الحراك و غديري و توفيق
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:26 من طرف Admin
» الجريمة السياسية.. اغتيال الملك فيصل بن عبد العزيز
الأربعاء 20 مايو 2020 - 17:46 من طرف Admin
» ذكرى مؤتمر الصومام و جدلية السياسي و العسكري
الأربعاء 20 مايو 2020 - 17:39 من طرف Admin